Monday, June 19, 2017

في رحاب المصطفى

( في رحاب المصطفى)

يَا سَاكِنِي صَنْعَا لَكُمْ أَعْذَارِي
إنْ غَادَرَتْ عَنْ سَمْعِكُمْ أَوْتَارِي

الحَرْفُ سَافَرَ نَحْوَ طَيبَة مُسْرِعاً
وَالشِّعْرُ يَسْرِي كَالنَّسِيمِ السَّارِي

لَا تَحْسَبُونِي قَدْ نَسِيْتُ ودادكم
أَنْتُمْ سِرَاجي إِنْ خَبَتْ أَنْوَارِى

القَـلْبُ أَضْحــَى بِالحَبِيبِ مُتَيَّماً
قـَدَرٌ فَمـَنْ يَنْــجُو مــِنَ الأَقــْدَارِ

مِـنْ أَيْـنَ أبْــدَأُ وَالغـَرَامُ يَشُـدُّنِي
وَالفِكـْرُ يَعْـزِفُ سِيـرَةَ المـُخـْتَارِ

وَحَدَائِقُ الإِحْسَاسِ تَسْبِقُ أحْرِفِي
فِي مَـدْحِ أَحْـمَدَ سَيِّـد الأَخْــيَارِ

 فَلَعَلَّ رُوحِي فِي رِحَابِ المُصْطَفَى
تَنْسـَى مـرَارَ العَيـْشِ بِالتــَّذْكَارِ

يَا سَـيِّدِي عُـذْرَا إِلَيــْكَ مَوَدَّتِي
 لَوْ قَصَّرَتْ فِي مَدْحِكُمْ أشْعَارِي

مَاذَا أَقُولُ وَقَدْ أَتَى فِي وَصْفِكُمْ
ذِكْرٌ مِن الرَّحْــمَنِ فـِي الأَسْفَارِ

قَدْ جِئْـتَ قَوْمًا بِالظَّلَامِِ تَزَمَّلُوا
 وَتَـوَسَّلـُوا بِالشَّـمْسِ وَالأَحـْجَارِ

يَتَقــَرَّبُونَ إِلَـى العَـليّ بِذَنـبِهِمْ
وَيُقـَايَضـُونَ  الطـُّهْـرَ بِالأَقــْذَارِ

فَأَتَيْتـَهـُمْ حَـتَّى تُنِـيرَ دُرُوبهـمْ
وَتُــزِيلَ عَنْـهُــمْ عَتْـمَة الإبـصَارِ

 لَكِنَّهَـم ثَارُوا عَلَيـْكَ وَعـَرْبَدُوا
وَتَأَجَّجَتْ  أَحْـقــَادُهـُمْ كالــنََارِ

وَرَحَلْتَ يَوْمَ تَكَاتَفَتْ أَسْرَارُهمْ
 وَتَجـَمَّعَتْ أضــْغانهـم فِي الدَّارِ

 اللهُ قَـدْ مَـسَـحَ العـُـيُونَ كَأَنـَّهُمْ
 نَـامُـوا فَمـَا لِلقـَـوْمِ مــِنْ آثــَارِ

فَحَمَاكَ رَبِّي مِنْ لَظَى نِيرَانِهمْ
وَرَعَاكَ با الإقبال وَالإدبار

 غَادَرْتَ مَكَّة وَالعُيُونُ مِنْ النَّوَى
 تَبْكـِي وَصـدرُك ضـَاقَ بالأكـدارِ

 تَرْجُـو لَهُـمْ خَيْرًا وهمَّوا غَيْرَه
يَـا قِبْـلـَةَ الأَخْــيَارِ وَالأَطــْهــَارِ

القــَوْمُ بالغَـدْرِ الخَـبِيثِ تَأَبَّطُوا
جَــاؤُوكَ بِالأَحْــقَادِ وَالأَشْــفَارِ

وَمَشَيْتَ وَالأَحْلَافُ في دار الغوَى
  قَــدْ بِيتــُوا لِلـغــَدْرِ وَالإضْــرَارِ

 وَهَمَـسْتَ فِي أُذْنِ الرَّفِيقِ مُنَبِّهًا
 الله يَـحـْمــِيــنَا مـــِنَ الأَشـــْرَارِ

 لَوْ كُنْتَ تَنْوِي أَنْ تَهُدَّ عُرُوشهُمْ
لَجـَعـَلْتَهــُمْ خَبَّــرَا مــِنَ الأَخــْبَارِ

ودعـوتَ رَبَّـك أنْ يُبَــدِّد شَمْلهُمْ
مِــنْ كُثـــرِ مَا فَعَلـُوهُ مـِنْ أَوْزَار

لَكـِن فؤادك  بات في بحرالنَّدَى
وَتـَرَكْــتَ بَحْـرَ الحِـقْدِ للأشــرارِ

سَامَحْتَ قَوْمَكَ إِنْ قَدَرْت عَلَيْهُمُ
وَالـعَـفــْوُ وَالإِحْـسـَانُ لِلأَخــْيـَارِ

أَكْرَمْتَـهُمْ وَرَجَوْتَ مِنْ أصلابهم
 أُسْـداً َتجـول بِسـَاحـَةِ الأَحـــْرَارِ

صَـلَّى عَلَـيْكَ اللهُ يَا بَدْرَ الدُّجَى
مَـا غــَرَّدَ العُـصـْفـُورُ بــالإ بْــكَارِ

حُبِّي لِخَيْرِ الحَلْقِ يَجْرِي فِي دَمِي
 مَا غَابَ عَــنْ قَلْــبِي وَعَنْ أَفْكَارِي

 لَمَّا وَصـَلْتَ إِلَى الــمَدِينـَةِ هَلَّلُوا
طَـلَعَ الْهِــلاَلُ وَسـِـيّدُ الأَقْــمـــَارِ

هَـذَا رَسُــولُ اللهِ يَا خَيْلَ العِدَى
 نَــفْــدِيــه بِـــالأَوْلَادِ وَالأعــْمــَارِ

 هَذَا السَّمَاحَةُ وَالطَّهَارَةُ وَالهُدى
 هَــذَا البَـشِيرُ وَفـَرْحــَةُ الأَزْهــَارِ

 هَـذَا الَّـذِي وَصَـفَ الإِلَهُ خِـصَالهُ
أَخــْـلَاقـُــهُ نَــهـْـرٌ مـــِنْ الـنُّــوَّارِ

لَمــَّا أَهَـلَّ تَرَاقَصَــتْ تِلْكَ الرُبَى
 وَتَمَايَلَتْ كَالغُصْنِ فِي الأَشْجَارِ

وَتَـخـَلَّلَتْ دُورَ المَــدِينَــةِ فـَرِحَةٌ
بِــقــُدُومِ أَحْــمَدَ سَــيِّـد الأَبـــْرَارِ

وَتَــوَافـَدَ الأَنْصــَارُ نَحـــْوَكَ كُلُّهمْ
 يــَتــَلألأون كَـأنـجَــمِ الأســحــارِ

زَرْعٌ نَمَــا أزْدَادَ طَــيِّــبَ عُـــودِه
غَاظَ العِـدَى فِـي سَــائر الأمـْصَارِ

ياصاحب الوجه الَّذِي فَاقَ الورى
حـُسـْنـًا عَلــَيْهِ بَــشــَائِرُ الأَنــْوَارِ

 حَـذَّرْتَ قَوْمَكَ مِنْ مَصِيرٍ محدقٍ
 لَــكِنَّــهُــم. جــــَازُوكَ. بــِالإِنْــكـَارِ

هــَذَّبْــتَ أعـْرَابًا غــِلَاظًا بــالـوفا
 وَســـَقـَيْتَـهُـمْ عــزاً مِــنْ الجــَبَّارِ

 وَجـَعـَلْتَـهـُمْ بَعْــدَ التَّشـَرْذُمِ قــُوَّةً
وَبَــذَرْتَ فِــيهِمْ طَــيِّب الأَثْـــمَارِ

عَلَّمْـتَهُمْ حُــبَّ التـَّفَانِـيَ وَالـفِدَى
حـَبَّـبْـتَهــُمْ  بــِالـــوَدِّ  وَالإِيــثــَارِ

وَزَرَعـْتَ حُـبَّ اللهِ فِـي أَكْبَـادِهِمْ
فَتَــحــَوَّلَوا موجاً مِنَ الإعــصــَارٍ

اجْتــَاحَ كِسـِّرَى وَالمَــمَالِكَ كـُلِّهَا
وَتَـــرَبَّـعَ الإِسـْلَامُ فـِـي الأَقْــطَارِ

وَاليـوم نَشــْرَبُ بَـعْـدَ عِـزِّ ذِلَّــةً
وَغَدَتْ سُيـُوفُ العُربِ مِنْ فَخَّارِ

وَصَفــُوكَ بِالإِرْهـَابِ أَبْنَاءُ الدُّمَى
ياليتــهم عــرفــوك كالانــصار

يَا لَيْتَهُمْ وَصَفُوكَ بِالوَصْفِ الَّذِي
 وَجــَدُوهُ بالآثارِ وَالأَسـْفَارِ

مَاذَا جَنـَوْا مِـنْ وَصْـفِهِمْ تَبًّا لَهُمْ
 قَدْ أَصْبَحــُوا صِفْـرَا مِنْ الأَصْفَارِ

 وَغَـدَا رَسـُولُ اللهِ يَنْـبُوعَ التُّقَى
 عِطـْرًا وَظــَلَّ الخــِزْيُ للفــجارِ

No comments:

Post a Comment