Friday, January 26, 2018

رصيف الاماني

جَاءَتْ تَزَاوَرني وَاللَّيْلُ مِعْطَفُهَا
وَتَحْتَ جِلْبَابِهَا يَسْتَوْطِنُ القَمَرُ

فَقَلْتُ  وَالقَلْبُ   أَمْوَاجٌ  تلاطمه
وَالشَّوْقُ يَقْتَادُنِي وَالرُّوحُ تَأْتَمِرُ

لَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ أَنَّ الشَّمْسَ زَائِرَتي
وَأنّ (برْفَاْنَهَا) فِي الأُفْقِ يَنْتَشِرُ

لَجِئْتُهَا حَامِلًا مَسْكًا عَلَى كَتِفِي
وَالدَّرْبُ مِنْ حَوْلِنا بِالوَرْدِ يَزْدَهِرُ

لَكِنَّنِي لَمْ أَكُنْ  أَدْرَى  زِيَارَتِهَا
 وَبِي مِنَ الهمِّ مَالا يحْمِلُ البَشَرُ

اِبْكِي عَلَى وَطَنٍ مَاتَتْ بَرَاعِمُهُ
وَدَاسَ أَغْصَانَهَا كُلٌّ الَّذِي حَضَرُوا

عَلَى رَصِيف الأمَانِي أَلْفُ جَائِعَةٍ
وَمِنْ دُمُوعِ الثكالى يَسْقُطُ المَطَرُ

 وَبَاتَ مَا شِيّدَ الأَجْدَادُ مِنْ قِيَمٍ
 يَدُوسُهَا البَغْلُ وَالأَذْنَابُ وَالغَجَرُ

فِي آخَرِ الذَّيْلِ قَدْ بَاتَتْ مَرَاتِبنَا
 وَكَانَ كُلٌّ الورى بالأزد يَفْتَخِرُ

Tuesday, December 5, 2017

غَضبُ السماء


جَرَى دَمْعِي فَقَلْتُ كَفَاكَ يَكْفِي
لَقَدْ جَــفّ الوريد مِنَ الدِّمَاءِ

وَأَصْبَحَتِ الوَسَاوِسُ قَوتَ يَوْمِي
وَتَأْتِـينِي مَـسَاءً فِـــي الــخَفَاءِ

أهذا مَوْطِنَــي أَمْ  طَيْفُ حِلْمٍ
أطـلّ َبِــثَــوْبِــهِ عِــنْــدَ المَسَـاءِ

 وَمَا ذَاكَ الَّــذِي غَــطَّاهُ لَــيْلا
 ظَلَامُ الغَدْرِ أمْ غَضبُ السَّمَاءِ

وَمَا تِلْكَ الجُيُــوشُ أَهَمْ أُنَاس
غَزَوْنَا كَالسِّهَامِ مِنَ الفَــضَاءِ

تُحَاوِرُنِي الهَــوَاجِسُ كُلَ حِينٍ
وَتَسْـقِيهَا المدامــع مِنْ بُكَائِي

وَفِـي أُسْـلُوبِــهَـا حَــزْنٌ دَفينٌ
وَبَعْضُ الحَـزْنِ يَأْتِي بِالشِّفَاءِ

وَهَـذَا اللَّيْلُ قَدْ يَغْشاه صُبْحٌ
إِذَا لَـبَّى أَخِي صَــوتَ النِّدَاء

وَلَنْ نُبْــقَى ظَـــلَاما سَــرْمَدِيّاً
إِذَا رُمْنا الوُصُولَ إِلَى الضِّيَاءِ

وَجَيْـشَ الخَــوْفُ نَقْتُلَهُ جِهَارًا
وَتَحْمِي عــهْدَنَا شِــيَمُ الوَفَاءِ

Sunday, December 3, 2017

الأخلاء


لفي عباءتك


لُفِّي عَبَاءَتَكِ السَّوْدَاء وَاِنْصَرِفِي
 لَا تدْخِلي بِين قَلْبِي وَاِبْتِهَالَاتِي

 أَبْوَابُ قَلْبِي عَنَ اللَّذَّاتِ مؤْصَدَةٌ
أَلَمْ تُحِسِّي بِأَوجاعي وَآهَاتِي

فَلَا تُثِيرِي شُعَاعَ الحُلْم قَدْ غَرِقَتْ
 مَرَاكِبُ الحلْمِ فِي بَحْرِ المتاهاتِ

اِرْضُ السعيدة بَات الحُزْنُ يُسْكِنُهُا
وَالجُوعُ يَمرح في كُلِّ المَمَرَّاتِ

وَعسْكر الْجِن قَدْ دَاسُوا كَرَامَتَهَا
 وَطَائِرَات العدى فَوْقَ السَّمَوَاتِ

وَاليَوْمَ قَدْ قِيلَ إنَّ القَوْمَ قَدْ فُتِنُوا
وَاِسْتَوْطَنَ الشَّرُّ أَجْسَادَ البِنَايَاتِ

صَارَ الحِوَارُ بِرَشَّاشٍ وَإِنْ سَكَتَوا
صَاغَتْ رَصَاصَاتُهُمْ سَيْل العِبَارَاتِ

والشَّعْبُ يَقْتَاتُ مِنْ حُزْنٍ وَمِنْ أَلَمٍ
 وَقَاتَل الشَّعْب يُلْهُوا بِالمَلَذَّاتِ

وَمِنْ نجى مِنْ سيوف الغدر ترقبه
تجارة الّرقٍ فِي كُلّ المسافات

 أَبَعْدَ هَذَا الَّذِي قَدْ قُلْتِ يَا قَمَرِي
تُسائليني سُؤَالًا كَالبَرِيئَاتِ

عُودِي إِلَى جَنَّةِ الفِرْدَوْسِ وانتظري
 صَحْرَاءُ قَلْبِي نَفَتْ خُضْرَ النَّبَاتَاتِ

لَا قَلْب لِي بَيْنَ أَضْلَاعِي يُدَاعِبُنِي
أَوْجَاع قَوْمِي أَطَاحَتْ فَرْحَةَ الذَّاتِ

واسْتَغْفِرِي لِي عَسَى الذِّكْرَى تُفَارِقُنِي
 لِعَلَّنِي قُدْ أُواري بَعْضَ زَلَّاتِي

لَوْلَا الحُرُوفُ الَّتِي دَارَتْ بِذَاكِرَتِي
كَانَ السُّكُوتُ رَفِيقِي فِي خطاباتي

آهٍ مِنَ الَقهر وَالذِّكْرَى وَمَا صَنَعا
قَدْ شَاخَ عُمْرِي وَمَا شَاخَتْ مُعَانَاتِي

يَا صَاحِبَ الأَمْسِ نَاب الغَدْر مَزَّقَنِي
  وَدَمَّرَ الحِقْدُ دُسْتُورَ العَلَاقَاتِ

إِنْ كُنْتَ قَدْ بِعْتَ وِدِّي فَلِتَزِدْ ثَمَنِي
مَا خُنْتُ يَوْمًا وَلَا زَلَّتْ كِتَابَاتي

سِيَاسَةُ اليَوْم لَا أَخْلَاق تَحْكُمُهَا
كُلُّ الجَرَائِمِ أَخْطَاءُ السِّيَاسَاتِ

أَعْدَاءٌ بِالأَمْسِ كَانُوا لَا تُجَمَّعَهُمْ
إلاَ الدِّمَاءُ وَإِحْرَاقُ الفَرَاشَاتِ

صَارُوا أخِلّاء وَالشَّيْطَانُ ثالثهم
يَتْلُو عَلَيْهُمْ أَكَاذِيبَ الخُرَافَاتِ

وَأَصْبَحَ اليَوْم مِثْلَ الأَمْسِ يَلْعَنُهُمْ
وَسَوْفَ يَلْعَنُهُمْ رَبُّ السَّمَوَاتِ

Saturday, August 5, 2017

أهديك

أهديك

أَهْدَيْكِ وَرْدًا وَشَوْك البُعْد فِي كَبِدِي
 وَسَـيْلُ دَمْعـِي جـَرَى نَارًا باحـداقي

لَا خـِلَّ لِي بَعْـد ذِكْرَاكُمْ سـِوَى أَلَمِي
 وَأنْـجـُم اللَّــيْلَ سَـمـَّارِي وَتـِرْيـَاقـِي

أنسَى مَعَ البَدْرِ أَحْزَاني وَإِنْ وَقَفَتْ
ذِكْرَاكَ عَادَتْ وَدَارَتْ فِي يَدِ السَّاقِي

أَلْـهـوْ  وَقَــلْـبَي بِــهِ جــُرْحٌ أُكـَابــدَهُ
 فَلْتَسـْأَلِي حَبـْرِيَ الـبَاكـِي وَأَوْرَاقـِي

مَعـَارِكُ الشـَّوْقِ فِـي صَـدْرَيْ تَمَزُّقَهُ
 وَنَـارها عَـشـِقـتْ قَتـْلـِي وَإِحـْرَاقِي

وَكُلَّمَا قُلْتُ أتراحي مضت  رَقَصَتْ
مَرَاكِـبُ اللـَّيْلِ فِي مِيـنَاءِ إِشْـرَاقـِي

 رَجعْتُ مِنْ حَيْثُ كَانَ الدّرب مُنْعَرَجًا
 أَلْقَيـْتُ فِي صـَدْره تَابُوتَ أَشـْوَاقِي

Thursday, August 3, 2017

ياقدس مهلا

يا قدس مهلا

هَاتِ اليـراع وَهَـاتِ الحِـبْرَ يَا وَلَدِي
سَأَنْقُشُ القُدْسَ وَالأَقْصَى عَلَى كَبِدِي

سَأَرْسُـمُ النَّـصْرَ فِـي سـَاحـاتها علما
وَأَغْـسِلُ المَسْجِدَ الأَقْصَى مِنَ الرَّمَدِ

وَأدْفِـنُ الحـُزْنَ فـِي صـَدْرِي أُمـَزِّقهُ
وَأَنْحَتُ القُدْسَ فِي قَلْبِي وَفِي عَضُدِي

القـُدْسُ يَا وَلَـدِي نَبْـضُ الحَيَاةِ فَإِنْ
تَوَقَّـفَ النَّبـْضُ مَاتَتْ زَهْرَةُ الجَسَدِ

مازال فِيـهَـا رِجـَالٌ كَالـصُّقـُورِ فَــمَا
خَافُوا مِنَ المَوْتِ أَوْخَافُوا مِنَ العَدَدِ

قـَدْ غَادَرَ النَّـوْمُ أَجْــفَانِي وَفَارَقَنـِي
 طَيـْفُ الأَحِبَّةِ لَا ألقى سِوَى الحسدِ

مَسـْرى الحبيب أرى صهيون دَنَّسَهُ
فَاِجْتَـاحَنِـي هَـمّ زَادَ الْقـَلْبَ بالكمدِ

أَيْنَ العُرُوبَـة قَــدْ نَامَـتْ  فَوَارِسـُهَا
فَمـَا أَرَى فِـي أَرَاضـِيهَا سـِوَى الزَّبَدِ

سـَافَرْتُ مِـنْ بَلَـدِي لَيـْلًا يُرَافِقــُنِي
حِلـْـمٌ تَــرَبَّى عَـلَى الآهـَاتِ وَالنـَّكَدِ

وَحِين أَدْرَكْتُ  أطْرافَ البلادِ سَرَتْ
رُوحـِي إِلَيْــهَا فَهَبّـتْ  لَفْحَةَ الوَمَدِ

نَادَيْتُ قَبْرَ صَلَاَح الدِّين مِنْ وَجَعِي
وَقــَدْ مَــدَدْتُ إِلَيـْهِ بِالظـَّلَامِ يَــدِي

فَسـَالَ دَمْعَيْ عَلَى الخَدَّيْن مُنْهَمِرًا
 وَسرْتُ وَحْـدي بِلَا غـَوْثٍ بِلَا مـَدَدِ

يَا قُــدْسُ مَهْلاً فلَا تَسْتَسْلِمِي أَبَدًا
لَمْ يَبْقَ لِلمُسْتعْمرِ المَعْتُوهِ مِنْ أَمَدِ

اِرْضُ الـرِّبـَاطِ عـَلَى أَكْـنَافـِهَا هـِمَمٌ
لَانٙ الحـَدِيدُ وَمـَا لِانـت مَدَى الأَبَدِ

 الحـَمـْدُلـِلـهِ مَـا زَالَـتْ عــُرُوبـَتهــُمْ
تَثـُـورُ فِيـهَــا دِمَـاءٌ تـُرْتَـجـَى لِغـَدِ

هـمُ الأسـودُ إذَا للحربِ قَدْ  نفروا
مـِثْلَ المـَنِيَّةِ لا تُبـْقِي عـَلَى أَحــَدِ

يَا قَادَةَ الـيَوْمِ أَخْـزِتْنا مَوَاقِــفكُمْ
 أَنْتُــمْ أَذِلَّاءُ كالمِسْــمَارِ وَالــوَتَـدِ

القُدْسُ تَبْكِي فَمَا هُزَّتْ ضَمَائِرُكُمْ
كَأَنَّهَا أَصْبَحَتْ أَقْسَى مِنَ الجَمَدِ

Tuesday, July 25, 2017

ارسم

ارسم


أَرْسِـمْ بِــخـَدِّ الـبـُؤْس وَرْدًا مُــزْهِـرًا
 وَاِجْـعـَلْ مِـنَ الظـَّلْمَاء لَـيْلًا مُقــْمِــرًا

وَانْفــُضْ أَوَاخــِرَ دَمْعـَةٍ جـَادَتْ بِــهَا
عَيـْنَاكَ قَـــدْ فـَازَ الَّــذِي قَـــدْ شَمــَّرَا

وَقُـل الحَـقِيـقَةَ لَا تَخـِفْ أَصــْدَحْ بِهَا
فَالصــِّدْقُ فِـي هَـذَا الزَّمَــانِ تبـعْثٙرا

 الكَـاذِبُـــونَ عــَلَـى المَــنَابِـرِ وَالــَّذِي
 عــرَفَ الحَـقِيقـَة َلَمْ يَـقُلْ مـَا أَبْــصَرَا

 كُـلٌّ الَّــذِيـنَ عـَـرَفْـتـُهـُـمْ بِــذُنُـوبِهــُمْ
 صَعِدُواوَغَابَ الطُّهْرُ فِي جَوْفِ الثَّرَى

 فـَعـَلَى المَـسـَالِكِ وزّعـتْ أَعْــمَــارنــَا
مِنـَّا الَّـذِي قـَدْ بــَاعَ فِيــنَا وَاِشــْتَرَى

وَأَلَآنٙ نَــمـَــشـِي مِثـْلَمَا قــالــوا لَـــنَا
أَعْـمَى يَقُـودُ إِلَـى المـِهَا لَكَ مُـبْـصـِرًا

لست مثلي

لست مثلي

لَسْـتَ مِثْلِـي تَكْـتَوِي مـن نَــارِهَا
أَيُّـهَا الطــَّيـْرُ وَلَــمْ تَتــْرُكْ دِيَــارا

أنْهـَتَ الــغـُـرْبَــةُ مِــنِّـي طَاقــَتِي
 وَسَقَتْــنِي مِـنْ لظى الهجران نَارا

غادر الصُّـبْح ولم الق بريقا
وكأنّ  الصُّـبْح قَـدْ ضَـلَّ مَـسَارا
 شـَمْـسُهُ طـَافَـتْ بِفـِكْرِي غَـادَرَتْ
 لَيْتَـهَا قَدْ أَسْـدَلَتْ عَـــنْه السـِّتَارَا

 كَيـْفَ لَـمْ تَدْخُـلْ حُقـــُولُي رُبّـــما
قَدْ تَـنَـاسـَتْنـي ولم تذكر حوارا

سُكْنــهَا عِنْـدَي هنـا فـي مـُقْلَــتِي
وفــؤادي قــد غــدا للــحـبّ  دارا

ذكـرها فـي خـاطـري لن ينتـهـي
قد بنتْ عيني من الشوق جِدَارا

فـِي عُيـُونِ الـوَرْدِ تَلْـقى بَسْمــَتِي
 وَعَلَـى الأَغْـصَانِ أَوْرَاقِـي حَـيَارى

وَعُلــى تِلْـكَ اللَّيَـالِـيَ فَـــرْحَــتِي
أَنْـبـَتـَـتْ وَرْدًا جَــمـِيلًا وَمَــحــَارا

 وَزُهُــــور تـشـتـكي مــرّ النّـــوى
 تَـرْتَجــِي مِنْ وَرْدَةِ الأَمـْسِ جَوَارا

وَدُمُــوع تَـحـْتَـسِـيهَا مـُهْـجــَتــِي
لَـمْ تَـدَعْ لِي هَــذِهِ الـدُّنْيـَا خِـيَارا

 فـتـمهـّلْ لَا تــَـزِدْ فــِـي غُـصَّــتِي
إنّـــنـي اصـبـحـت  لـلــودّ مَــزَارا

فـــدع الآهــات تنـهـي ثــورتــي
 قــد غـدا فـكـري نجـوما ومــنارا