Sunday, December 3, 2017

الأخلاء


لفي عباءتك


لُفِّي عَبَاءَتَكِ السَّوْدَاء وَاِنْصَرِفِي
 لَا تدْخِلي بِين قَلْبِي وَاِبْتِهَالَاتِي

 أَبْوَابُ قَلْبِي عَنَ اللَّذَّاتِ مؤْصَدَةٌ
أَلَمْ تُحِسِّي بِأَوجاعي وَآهَاتِي

فَلَا تُثِيرِي شُعَاعَ الحُلْم قَدْ غَرِقَتْ
 مَرَاكِبُ الحلْمِ فِي بَحْرِ المتاهاتِ

اِرْضُ السعيدة بَات الحُزْنُ يُسْكِنُهُا
وَالجُوعُ يَمرح في كُلِّ المَمَرَّاتِ

وَعسْكر الْجِن قَدْ دَاسُوا كَرَامَتَهَا
 وَطَائِرَات العدى فَوْقَ السَّمَوَاتِ

وَاليَوْمَ قَدْ قِيلَ إنَّ القَوْمَ قَدْ فُتِنُوا
وَاِسْتَوْطَنَ الشَّرُّ أَجْسَادَ البِنَايَاتِ

صَارَ الحِوَارُ بِرَشَّاشٍ وَإِنْ سَكَتَوا
صَاغَتْ رَصَاصَاتُهُمْ سَيْل العِبَارَاتِ

والشَّعْبُ يَقْتَاتُ مِنْ حُزْنٍ وَمِنْ أَلَمٍ
 وَقَاتَل الشَّعْب يُلْهُوا بِالمَلَذَّاتِ

وَمِنْ نجى مِنْ سيوف الغدر ترقبه
تجارة الّرقٍ فِي كُلّ المسافات

 أَبَعْدَ هَذَا الَّذِي قَدْ قُلْتِ يَا قَمَرِي
تُسائليني سُؤَالًا كَالبَرِيئَاتِ

عُودِي إِلَى جَنَّةِ الفِرْدَوْسِ وانتظري
 صَحْرَاءُ قَلْبِي نَفَتْ خُضْرَ النَّبَاتَاتِ

لَا قَلْب لِي بَيْنَ أَضْلَاعِي يُدَاعِبُنِي
أَوْجَاع قَوْمِي أَطَاحَتْ فَرْحَةَ الذَّاتِ

واسْتَغْفِرِي لِي عَسَى الذِّكْرَى تُفَارِقُنِي
 لِعَلَّنِي قُدْ أُواري بَعْضَ زَلَّاتِي

لَوْلَا الحُرُوفُ الَّتِي دَارَتْ بِذَاكِرَتِي
كَانَ السُّكُوتُ رَفِيقِي فِي خطاباتي

آهٍ مِنَ الَقهر وَالذِّكْرَى وَمَا صَنَعا
قَدْ شَاخَ عُمْرِي وَمَا شَاخَتْ مُعَانَاتِي

يَا صَاحِبَ الأَمْسِ نَاب الغَدْر مَزَّقَنِي
  وَدَمَّرَ الحِقْدُ دُسْتُورَ العَلَاقَاتِ

إِنْ كُنْتَ قَدْ بِعْتَ وِدِّي فَلِتَزِدْ ثَمَنِي
مَا خُنْتُ يَوْمًا وَلَا زَلَّتْ كِتَابَاتي

سِيَاسَةُ اليَوْم لَا أَخْلَاق تَحْكُمُهَا
كُلُّ الجَرَائِمِ أَخْطَاءُ السِّيَاسَاتِ

أَعْدَاءٌ بِالأَمْسِ كَانُوا لَا تُجَمَّعَهُمْ
إلاَ الدِّمَاءُ وَإِحْرَاقُ الفَرَاشَاتِ

صَارُوا أخِلّاء وَالشَّيْطَانُ ثالثهم
يَتْلُو عَلَيْهُمْ أَكَاذِيبَ الخُرَافَاتِ

وَأَصْبَحَ اليَوْم مِثْلَ الأَمْسِ يَلْعَنُهُمْ
وَسَوْفَ يَلْعَنُهُمْ رَبُّ السَّمَوَاتِ

No comments:

Post a Comment