Saturday, August 5, 2017

أهديك

أهديك

أَهْدَيْكِ وَرْدًا وَشَوْك البُعْد فِي كَبِدِي
 وَسَـيْلُ دَمْعـِي جـَرَى نَارًا باحـداقي

لَا خـِلَّ لِي بَعْـد ذِكْرَاكُمْ سـِوَى أَلَمِي
 وَأنْـجـُم اللَّــيْلَ سَـمـَّارِي وَتـِرْيـَاقـِي

أنسَى مَعَ البَدْرِ أَحْزَاني وَإِنْ وَقَفَتْ
ذِكْرَاكَ عَادَتْ وَدَارَتْ فِي يَدِ السَّاقِي

أَلْـهـوْ  وَقَــلْـبَي بِــهِ جــُرْحٌ أُكـَابــدَهُ
 فَلْتَسـْأَلِي حَبـْرِيَ الـبَاكـِي وَأَوْرَاقـِي

مَعـَارِكُ الشـَّوْقِ فِـي صَـدْرَيْ تَمَزُّقَهُ
 وَنَـارها عَـشـِقـتْ قَتـْلـِي وَإِحـْرَاقِي

وَكُلَّمَا قُلْتُ أتراحي مضت  رَقَصَتْ
مَرَاكِـبُ اللـَّيْلِ فِي مِيـنَاءِ إِشْـرَاقـِي

 رَجعْتُ مِنْ حَيْثُ كَانَ الدّرب مُنْعَرَجًا
 أَلْقَيـْتُ فِي صـَدْره تَابُوتَ أَشـْوَاقِي

Thursday, August 3, 2017

ياقدس مهلا

يا قدس مهلا

هَاتِ اليـراع وَهَـاتِ الحِـبْرَ يَا وَلَدِي
سَأَنْقُشُ القُدْسَ وَالأَقْصَى عَلَى كَبِدِي

سَأَرْسُـمُ النَّـصْرَ فِـي سـَاحـاتها علما
وَأَغْـسِلُ المَسْجِدَ الأَقْصَى مِنَ الرَّمَدِ

وَأدْفِـنُ الحـُزْنَ فـِي صـَدْرِي أُمـَزِّقهُ
وَأَنْحَتُ القُدْسَ فِي قَلْبِي وَفِي عَضُدِي

القـُدْسُ يَا وَلَـدِي نَبْـضُ الحَيَاةِ فَإِنْ
تَوَقَّـفَ النَّبـْضُ مَاتَتْ زَهْرَةُ الجَسَدِ

مازال فِيـهَـا رِجـَالٌ كَالـصُّقـُورِ فَــمَا
خَافُوا مِنَ المَوْتِ أَوْخَافُوا مِنَ العَدَدِ

قـَدْ غَادَرَ النَّـوْمُ أَجْــفَانِي وَفَارَقَنـِي
 طَيـْفُ الأَحِبَّةِ لَا ألقى سِوَى الحسدِ

مَسـْرى الحبيب أرى صهيون دَنَّسَهُ
فَاِجْتَـاحَنِـي هَـمّ زَادَ الْقـَلْبَ بالكمدِ

أَيْنَ العُرُوبَـة قَــدْ نَامَـتْ  فَوَارِسـُهَا
فَمـَا أَرَى فِـي أَرَاضـِيهَا سـِوَى الزَّبَدِ

سـَافَرْتُ مِـنْ بَلَـدِي لَيـْلًا يُرَافِقــُنِي
حِلـْـمٌ تَــرَبَّى عَـلَى الآهـَاتِ وَالنـَّكَدِ

وَحِين أَدْرَكْتُ  أطْرافَ البلادِ سَرَتْ
رُوحـِي إِلَيْــهَا فَهَبّـتْ  لَفْحَةَ الوَمَدِ

نَادَيْتُ قَبْرَ صَلَاَح الدِّين مِنْ وَجَعِي
وَقــَدْ مَــدَدْتُ إِلَيـْهِ بِالظـَّلَامِ يَــدِي

فَسـَالَ دَمْعَيْ عَلَى الخَدَّيْن مُنْهَمِرًا
 وَسرْتُ وَحْـدي بِلَا غـَوْثٍ بِلَا مـَدَدِ

يَا قُــدْسُ مَهْلاً فلَا تَسْتَسْلِمِي أَبَدًا
لَمْ يَبْقَ لِلمُسْتعْمرِ المَعْتُوهِ مِنْ أَمَدِ

اِرْضُ الـرِّبـَاطِ عـَلَى أَكْـنَافـِهَا هـِمَمٌ
لَانٙ الحـَدِيدُ وَمـَا لِانـت مَدَى الأَبَدِ

 الحـَمـْدُلـِلـهِ مَـا زَالَـتْ عــُرُوبـَتهــُمْ
تَثـُـورُ فِيـهَــا دِمَـاءٌ تـُرْتَـجـَى لِغـَدِ

هـمُ الأسـودُ إذَا للحربِ قَدْ  نفروا
مـِثْلَ المـَنِيَّةِ لا تُبـْقِي عـَلَى أَحــَدِ

يَا قَادَةَ الـيَوْمِ أَخْـزِتْنا مَوَاقِــفكُمْ
 أَنْتُــمْ أَذِلَّاءُ كالمِسْــمَارِ وَالــوَتَـدِ

القُدْسُ تَبْكِي فَمَا هُزَّتْ ضَمَائِرُكُمْ
كَأَنَّهَا أَصْبَحَتْ أَقْسَى مِنَ الجَمَدِ