Monday, June 19, 2017

مات

أَرْدَاهُ وَهـْمٌ عَلـَى العَيْنينِ قد  زَحَفا
 حَتَّى أَتَى المَوْتُ لَمْ يَتْركْ لَهُ الخَلَفا

عَاشَ الحـَيـَاةَ بِلَا طَـعْـمٍ بِلَا هــَدَفٍ
يخِـيْط مِـنْ حُلْـمِهِ الـوَرْدِيِّ مُلتَحَفا

 فَكــم لَـيَالٍ سَـقَـتْهُ الـمـرَّ وِحْـدَتــُه
وَكَـمْ كُؤُوسٍ مِـنَ الأنََاتِ قـَدْ رَشـَفَا

عَيْنَاهُ لَمْ تَكْتَحِلْ بِالنَّوْمِ أَوْ هَـجَعَتْ
وَلَـمْ يُـفِـدْهَا طـَبِـيبٌ حـالَـها وَصـَفا

وَكـُلّـمَـا رَامَ حـلــْمَـاً كــَيْ يـُحـَقِّـقَـهُ
جَـاءَ النَّـهَارُ وَحـلْمُ الأَمسِ قَدْ نُسِفا

لَـهُ المَـوَانِـئُ قـَـدْ أَهْــدَتْ مـَـرَاكـِبَها
وَقَادَه البَحـْرُ فِي موجِ النََـوَى قَذَفا

طـَافَتْ عَـلَى عَتَـبَاتِ الحـُزْنِ أَزْمِنَةٌ
 وَحَـظُّـهُ العَـاثِـرُ المَنْـسـِيُّ مَـا هـَتَـفَا

 وَجُـرْحهُ الغـَائرُ المَحْفـُورُ فِـي كَبِــدٍ
 مَرَّتْ عَلَـيْهِ صـروفُ الدّهـْرِ مَا وَقَفا

تَجْـرِي على روحهِ الاحزانُ مُسْرِعةً
وَمَامَضـَى ثَابِتٌ فِي القَـلْبِ مَا كَسَفَا

ياراكـب الخَيـْل هَـلْ يَـدْرِي بِغُـصَّتِهِ
ذَاكَ الفَـقِـيرُ وَهـَلْ بِالغُـصَّةِ اِعْتـَرَفــَا

لَقـَـدْ أَذابَ  بِـهـَـذَا البَـحــْرِ دَمْــعَتَـهُ
ألا تَـرَوْنَ عـَلَـى الـخَـدَّيْنِ مُنـْعَـطَـفا

أَلَا تَـرَوْنَ فُـصـُولَ الـدَّهـْرِ فـِي شَفَةٍ
قَـدْ سَـامهَا جُوعُهَا وَالحِلْمُ قَدْ قُطِفَا

وَتـاهَ فـِي وَجـْهـِهِ الصَّـخـْرِيِّ مُكْتَـئِباً
حِـلْمٌ اللَّيـَالِيَ وَمـِنْ  أَجـْوَائِـهَا خُطِفا

وَمَاتَ فِي أَرْضِـهِ العَـطْـشَى بِلَا ثَـمَنٍ
 كَـمــَارِقٍ مــَات لَا ثــَأْرًا وَلَا سـَلــَفـــا

قـَدْ أوعــَـدَ الفـقرَ أن يَبْـقَى مـُلَازِمـَهُ
مَا خَـانَ عَهـْدًا وبالـميـثـاق مـا خَلـَفا

هَـذَي الحـُرُوفُ الَّتِي قَدْ صُغـْتُهَا أَلَمَاً
 لَــمْ ابتــدعـها وَلَكـِنْ قــُلْتــُهَا سـَلَــفا

جُرْحي عميقٌ عَلَى مَنْ بَاتَ فِي وَجَعٍ
وَاِلْهـَمُّ في قَلـْبِهِ المـَجـْرُوحِ قـَدْ رُصِفَا

لَوْ أَنْفـَقَ الـمَالَ مَـن لِلمـَالِ قـَدْ كـنَزُوا
لَمــَا رَأَيْـتــُمْ عَـلَـيْـهَا جَـائِـــعـا دَنِـفَــا

كَـمْ مِـنْ قُلُـوبٍ سَـقـَاهَا الخـَيْرُ وَابـِلهُ
فَأَمْــطَرَتْ مِـنْ بِحـَـارِ الخـَيْرِ مـَا نَزَفا

No comments:

Post a Comment