Saturday, June 3, 2017

الا يانفس

الا يا نفس

أَلَا يانفـس كُفـي عَـنْ عِتَابِي
لَقَدْ كُبَـر الفُـؤَادُ عَنْ التصابي

وَخط  الصُّبْح ُفِي لَيْلَى سناه
 أَضـَاء بَرِيـقُهُ سـوَّدَ الهـِضَابِ

فَزِيدِينِـي مِـنْ التَّقْوَى دُرُوسًا
لِعـَلِيٍّ قـَدْ أُعِـيدَ بِـهَا حِـسَابِي

لَقَدْ أُوْدى الخَرِيفُ بِزَهْرِ عُمْرِي
 وَنَارُ الشـَّوْقِ قَدْ سَلَبَتْ شَبَابَي

أُجــَدِّفُ فِي بِحَارِ الهَمِّ وَحَدِّي
وَيلطــمُ قَــارِبِي كـَف العُـبَابِ

وَأَحـْلُمُ فِـي صَـبَاحٍ مُســْتَنِيرٌ
يُـمـَزِّقُ نُـورَه حـللَ الضــَّبَابِ

وَشَمـَّس فِي نهارالحزن تَلَهَّوْ
 تُوَارِي وَجْـهَهَا خَلْفَ الحِجَابِ

 عَلــَى أَهْدَابِهَا جَيْشٌ أَلَامَانِي
وَفِـي العَـيْنَيْنِ تِـرْيَاقُ العَذَابِ

وَفِـي الخـَدَّيـْنِ وَرَدُّ قَـدْ تَدَلِِّي
تُـدَارُ عَلَيْـهِ أَقْـدَاحُ الشـــَّرَابِ

وَلِـيَّ أَمَـلٌ أَحْـدَقُ فِــي رُبــَاهُ
 وَصـبرٌ فِـي فُــؤَادِي كَالرَّوَابِي

وَعِنْـدَ اللهِ أَقـــْدَارٌ سَـتجـْرِي
كَـمَا شـَاءَ القَـدِيرُ بِلَا اِرْتِيـَاب

إِلَهِـي قـَدْ هَـرَبْتُ مِنْ الذُّنُوبِ
وَجِئْـتُكَ تـائـبا فاقــبَل أَيـابي

فَـقَدْ مَحَـل الفِرَاقُ رَبِيعَ نفْسِي
وَاجـرى ادمَعـِي طـُول الغِيَابِ

 وَعِـدَّتُ خَالِيـًا لَـمْ أجـنِ  شَيْئًا
سِـوَى الآهَاتِ مِنْ مَرِّ اِغْتِرَابِي

ادَارِي فِـي بِحـَارِ الفـِكْرِ حُزْنِي
وَأصْـنَعُ مـِنْ لظـى هَمَّيْ ثِيَابِي

 عَلَى جَمْرِ الغضا مَرْت سِنِينَي
وَأَيـَّامـِي تـدارت فـِي كِـتَابِي

وَلـُولَا ذِكــْرُكُــمْ يَـرْتَادُ قَـلْبِـي
لَاصبـح  مَـسَّـرَحَـا لِلاِكْـتِئـَابِ

وَلِـيَّ يـَا رَبَّ أُمْـنِيـة بصــدري
 وَحـلم قَـدْ تَخَفَّى فِي جِرَابِي

وَإِيـمَانٌ تَغَلـْغَلَ فِـي عــُرُوقِي
 بَانِي سَوْفَ أَحْظَى بِالجَوَابِ

كْرِيمٌ مِنْ طَلَبَـت  اليس ربي
 فـمن يجـزي سـواه بالثواب

 أَلَا يَا نَفْـسُ كَفي عَنْ ملَامِي
فَفِي وَجْهِ الهَوَى أغْلقتُ بَابِي

دَعِيــنِي أَنَّنِـي أَبْصَرْتُ دَرْبِي
وَأَنَّي قَدْ عَزَمْتُ عَلَى الذَّهَابِ

سَبـِيلُ الصـَّالِحَيـْنِ إِلَـيْهِ أَرْنُو
وَتَمْنَعُنِي الذُّنُوبُ عَنْ الرُّكَّابِ

 أَمـَانٍ مـَا أَوَدُّ وَلَســْتُ أَدْرَى
مَتَى قَلْبِي يَعُودُ إِلَى الصَّوَابِ

وَأَجْمَعُ مِنْ رِفَاقِ الخَيْرِ حَوْلَي
 إِذَا أَخْـطَأْتُ صَاحُوا كَالذِّئَابِ

 فُـؤَادِي أثقلت دربي همومي
ومـا ألـقــاه أشبهُ بــِالســَّرَابِ

جُيُوشُ الوَهْمِ تَسْحَقُ كُلَّ حِلْمٍ
وَتَجْـعَلُهُ تُـرَابــا فِــي تُــرَاب

فَإِنْ رَمَـتْ السـَّلامة والتعافي
  فحاول تَنْتـَقِي خَيْرَ الصِّحَابِ

وَتُسـْرَجُ نَحْـوَ عَلَّيـَاهَم خــُيُولًا
 تُسَابِقُ عـَدُّوهَا عَدُوَّ السَّحَابِ

 نَصَحـْتُكَ بَعْدَمَا أَقْنَعْتُ نَفْسِي
 بِأن النُّـصْح يُنْـجـي لِلــرِّقَـابِ

فـان زلّت خطـاك مـع ظـلوم
فلا تكـذب ْولا يـوما تُـحــابِ

طـريــق الشـر أهـونهـا ولكـن
اتقوى يا شقي على العقاب؟

صالح الشجاع

No comments:

Post a Comment