Wednesday, May 17, 2017

برد الفراق

برد الفراق

وَلَبِسْتُ نَارَ الشَّوْقِ ثَوْبًا أتَّقَى
بَرْدَالفِرَاقِ وَمَا سَقَتْنِي غُرْبَتِي

وَمَضَيْتُ أَبْنِي لِلِقَاءِ بِخَاطِرِي
مُسْتَعْمَرَاتٍ كَيْ أُبَدِّدَ وَحْدَتِي

وَنُسِيْتُ آلَامِي الَّتِي لَمْ أَنْسَهَا
 لَمَّا لَمْحَتُ خَيَالهَا فِي شُرْفَتِي

كَانَتْ تُودِعُنِي عَلَى أَمَل اللقا
وَالرِّيحُ تَعْبَثُ فِي زَوَايَا غُرْفَتِي

 وَالصَّمْتُ أَبْلُغُ مِنْ كَلَامِ مُفَوَّهٍ
 عِنْدَ اللِّقَاءِ وَكَانَ أَيْضًا رَغْبَتِي

فَتَكَــلَّمَتْ تِلْكَ العُــيُونُ كَأَنَّهَــا
 قَرَأْتْ عِبَارَاتِي وَغُصَّةَ مُهْجَتِي

 قَالَتْ كَأَنَّكَ فِي سُكُوتِكَ لِمُتَنِي
أَوْ قُلْتَ لِلقَلْبِ المَعْنِيُّ سِيرَتِي

قَالَتْ أَظُنُّكَ قَدْ فَهِمَتَ لواعجي
وَأَلْحَقَ أَنَّي قَدْ غَرِقْتُ بُحَيْرَتِي

 قَدْ أَوْجَزَتْ تِلْكَ العُيُونُ غَرَامَنَا
وَالرِّمْشُ أتحَفَني بِردَّ تَحِيَّتِي

 يازهرةَ الأَحْلَامِ خَبًّي مَوْعِدَي
 فَالنَّهْرُ قَدْ يُفْشِي لِغَيْرِكَ قِصَّتِي

عُودِي إِذَا عَادَ المَسَاءُ تَـخَفِّيًا
حَــتَّى أَلملمُ حِــيرَتي وتَـشَتُّتِي

No comments:

Post a Comment